مرسي عاشقه النور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرسي عاشقه النور

منتدي بضم كل ماهو قيم وذات طابع ابداعى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ممنـوع الزيـارةأو الاقتراب أو الكلام في بيتنـا ممتحـن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
روح الامل




عدد الرسائل : 40
تاريخ التسجيل : 03/06/2007

ممنـوع الزيـارةأو الاقتراب أو الكلام في بيتنـا ممتحـن Empty
مُساهمةموضوع: ممنـوع الزيـارةأو الاقتراب أو الكلام في بيتنـا ممتحـن   ممنـوع الزيـارةأو الاقتراب أو الكلام في بيتنـا ممتحـن Icon_minitimeالأحد يونيو 03 2007, 17:21

يعيش الإنسان في مختلف مراحل حياته فترات مختلفة، تتفاوت وتتنوع، تمضي وتبقى آثارها وذكرياتها، لكل مرحلة بهاؤها، وربما لذتها التي لا تضاهى، وفترة الامتحانات من أجمل فترات الدراسة التي تبقى وشماً في أذهاننا لا يزول ولايتحور.
بطبيعة الحال ما يجعل هذه الفترة متغيرة عما سواها، ما يحدث خلالها من تغير في نمط الحياة داخل المنزل وخارجه، وما يعتري المرء من مواقف أثناء أداء الامتحان، قبله وبعده، فتغدو اللحظة مطبوعة في الذاكرة وإن مر الزمن.
الامتحانات ما إن تبدأ حتى تُعلن حالة الطوارئ في البيوت، وتصاب الحياة في الداخل بارتباك غريب، ليست هي الحياة المعهودة، وليس هذا هو النمط المعتاد، ممنوع الخروج، ممنوع التقاء الأصدقاء، ممنوع التحدث في الهاتف أو النظر من النافذة، إنها فترة الامتحانات.
لم تكنْ (خديجة) قبل اليوم تعاني ألماً أو مرْضاً، لكنها بمجرد استلام ورقة الامتحان، فقدت قدرتها على التنفس، وسقطت مغشياً عليها، حملتها معلماتها، وأخرجنها من قاعة الامتحان. في اليوم الثاني ضج المكان بصرخة خوف شديدة، بكت على إثرها كثير من الطالبات الموجودات في القاعة، إنها صرخة خديجة، التي تبعتها إغماءة طويلة، ظنت معلماتها أنها لعبة تمارسها خديجة تكاسلاً منها، أو رغبة في عدم أداء الامتحان، لكن خديجة التي تدرس للشهادة الإعدادية المعادلة، تتميز بذكائها واجتهادها، إنها التي تقول عنها مشرفة مركزها ‘’لم أرَ دارسة في مثل اجتهادها ورغبتها في التميز، لكن خوفها الذي حرمها من الدراسة الصباحية المنتظمة، هو ذاته الخوف الذي مازال يصحبها حتى الآن’’.
خديجة التي أخفقت في دراستها النظامية صباحاً، تحولت إلى الدراسة المسائية، الامتحان في نظرها شبح تصعب مواجهته، وترى فيه شيئا مخيفا -على حد تعبيرها- ليس لعدم قدرتها على المذاكرة، بل لخوفها من الإخفاق والرسوب، تحولها إلى الدراسة المسائية جاء نتيجة لـ’’تشجيع مدرسة المواد الاجتماعية، إنها أبداً لم تخذلني، وكثيراً ما كانت تشجعني وتحفزني، كنت أؤثر البقاء في البيت لولا تشجيعها، أدين لها بفضل كبير، لن أنساها أبداً’’، لكن تشجيع المعلمة الذي استطاع إقناع خديجة بمواصة المشوار الدراسي، لم يفلحْ أبداً في إبعاد شبح الخوف عن عينيها، مازالت هي كما هي، الخوف يشلها، ويحول بينها وبين الإتقان في أداء الامتحان...

الضغوط النفسية أثناء فترة الامتحانات
ليست خديجة وحدها من تعاني هذا (الشلل) أمام ورقة الامتحان، ثمة الكثير من طلاب وطالبات يجدون في الامتحان أمراً جللاً يصعب التعامل معه، ثمة كثر تنتابهم حالة من الرعب وقت الامتحان، ربما كما يحدث مع آلاء التي تدرس في الصف الثالث الإعدادي ‘’أنسى كل ما درسته بمجرد رؤية ورقة الامتحان، حين أقرأ الأسئلة أشعر وكأنني أسمع بتلك المعلومات للتو، يتبخر كل شيء فجأة، على الرغم من أن أمي مدرّسة، وتبذل جهداً مضاعفاً معي أثناء المذاكرة، إلا أن الخوف يشلني دائماً’’.
من خلال حديثنا مع مجموعة من الطلبة والمعلمين، وجدنا أن تلك الحالات أكثر تفشياً بين الطالبات منها بين الطلبة، لاسيما في المرحلة الإعدادية، مما يعطي مؤشراً إلى أن جملة التغيرات ومستوى الحساسية المفرطة التي تكون عند المراهقين تسهم وبشكل كبير جداً في خلق هذا النوع من المشاعر، كما إن الأجواء المنزلية والبيئة التي تحيط بالمراهق تلعب دوراً كبيراً في دفع هذا الخوف إلى نفس الطالب أو الطالبة، كما تؤكد على ذلك فاطمة إبراهيم التي تعمل في مجال الإرشاد النفسي وترى أن ‘’مستوى الضغط النفسي الذي يفرض على الطالب - لاسيما المراهق- خلال فترة الامتحانات بالذات، له النصيب الأكبر في دفعه إلى حالة الخوف والرهبة التي تنتابه، كثير من الأُسر تصور لأبنائها أن فترة الامتحانات فترة غير اعتيادية، وبالتالي تأخذ الأسرة خلالها إجراءات غير اعتيادية، تمتنع عن الزيارات، أو الاتصالات، وتمنع أبناءها حتى من مجرد تبادل الأحاديث، ممنوع مشاهدة التلفاز أو الجلوس إلى الحاسوب ولو لبضع دقائق، هذا الحزم والشدة غالباً ما يعطي نتائج عكسية، فإما أن يصل الطالب إلى مرحلة من الرهبة المرضية، أو أن يكون عنده رد فعل عكسي، بحيث يبتعد عن المذاكرة ويهملها، وفي كلتا الحالتين تكون النتائج غير محمودة’’.
إن الحالة النفسية التي تحرك الإنسان في أية مرحلة كانت من حياته، هي الأمر الذي يجب التركيز عليه بشكل أكبر في هذه الفترة بالذات، أعني فترة الامتحانات، أن نقنع الطالب أن الدراسة أمرٌ مستمر لا وقتي، أن يثق الطالب أن مذاكرته مجرد أمر (احترازي) تذكيري لا قراءة جديدة، أن نعطي الطالب ثقتنا، ونعينه على أن يثق في نفسه وفي قدراته، وأن ندفعه لأن يعمل بمستوى تلك القدرات، أن نفعل ذلك كله خير لنا من أن نخلق منه مريضاً يفضل دخول المصح النفسي بدلاً من قاعة الامتحان.

لكل قاعدة شواذ
إن الممارسات الحازمة، والشدة التي يتبعها الأهل تجاه أبنائهم، لا تعمل - غالباً- إلا على حقن الطالب بجرعة من الخوف سرعان ما تنتشر في شرايينه، وتكون هي محركه الوحيد. لماذا هذا الخوف؟ لماذا هذا التخويف؟ لماذا مازال الأهل ينظرون إلى الامتحانات بوصفها خطباً عظيماً؟ تلك هي الأسئلة التي طرحناها على مجموعة من أولياء الأمور، وجدنا من خلال إجاباتهم أن الغالبية العظمى منهم يتبعون مع أبنائهم الطريقة ذاتها التي اعتادوا عليها في دراستهم، ربما لأنهم وجودوها الطريقة المثلى، وربما لأنهم ابتلوا بعقدة مازالت هي المحرك الوحيد لهم في تربيتهم لأبنائهم...
في المقابل ثمة فئة أخرى مختلفة تماماً، لا تأبه بالامتحان، ولا تجد فيه مدعاة إلى الرعب، هذه الفئة تعيش حياتها على طبيعتها دون تهويل أو تخويف، ولا شك أن في هذه الفئة قسمان، قسمٌ لا يميل إلى الدراسة ولا يبالي بما يحقق أو لا يحقق من نتائج، مثل عائشة/ أول ثانوي، التي قالت عنها والدتها ‘’أعجز لكثرة ما أحثها على الدراسة وردها دائماً لا يتغير، تعاير أخوتها بالانكباب على كتبهم وتقول لهم سترون في النهاية أنتم ستنجحون وأنا أيضاً سأنجح، لن يزيدكم هذا السجن إلا ندماً على الوقت الذي تضيعونه أمام الكتاب، هذا هو كلامها دائماً ومستواها الدراسي لا يتخطى (جيد)، أخشى عليها كثيراً ولكن ليس بيدي حيلة’’، بينما في المقابل نجد زهراء/ الثالث الإعدادي تقسم وقتها بين الجد واللعب ‘’ليس في الامتحان ما يخيفني فأنا أدرس طوال الفصل الدراسي، وأحافظ على تركيزي، لذلك أعيش حياتي فترة الامتحانات بشكل أكثر من عادٍ’’.

النفور من الدراسة له أسبابه
بين الفئتين قد تبرز أسباب للنفور من الدراسة، وسيطرة حالة من اللامبالاة على الطلبة، تلك الأسباب يعود بعضها إلى الأهل وضغطهم غير المرغوب فيه على أبنائهم - كما ذكرنا سابقاً- مما يولد رد فعل عكسي يتجلى في كره الدراسة والرغبة في العناد ربما من منطلق القاعدة العلمية التي ترى أن ‘’لكل فعل رد فعل مساوياً له في المقدار ومضادا له في الاتجاه’’، فرد الفعل غالباً مايكون بقوة مساوية أو مضاهية للفعل نفسه، بيد أن الطالب حينها - وبخاصة المراهق - لا يفكر في مدى الضرر الذي قد يقع عليه إلا بعد حين، وهذا ما اتضح من خلال كلامنا مع أحد الدارسين في مركزٍ لتعليم الكبار، علي الذي كان يكره الدراسة، وخصوصاً اللغة الإنجليزية، تحول إلى الدراسة المسائية بعد إخفاقه المتكرر ‘’لم أدرك قيمة الدراسة إلا بعد أن تركتها، كرهتها بسبب الضغط الذي كان يمارس علي في البيت، في كل وقت لا أسمع سوى عبارة ادرس لتنجح، ادرس لاترسب، كرهت أن أدرس، وكرهت أن أنجح، صار همي الوحيد أن أخالف ما يريدون وما يطلبون، لكني بعد أن تركت الدراسة شعرت بأهميتها، وها أنا اليوم أواصل بشكل أفضل، درجاتي تحولت من الرسوب إلى الامتياز’’ هكذا ودون مقدمات، من الرسوب إلى الامتياز، والسبب عناد الأهل، والرغبة في الخروج عن رغباتهم.
إلا أن الأسباب لا تنحصر في هذا الضغط وحسب بل إنها قد تشمل بعض الظروف والأوضاع الاقتصادية والمعيشية الذي لا يفتأ الطالب يراها أمامه بل ويعيش فيها، وفي ذلك يقول مدرس المواد التجارية حسن ‘’هناك الكثير من الطلاب صاروا يفضلون ترك الدراسة والعمل للصرف على أنفسهم، نحاول جاهدين إقناعهم بخطأ هذا التوجه وخطره، على الرغم من كوننا مؤمنين بما يقولونه، فهم يرون أن إكمالهم الدراسة لن يحسن من وضعهم في شيء فهم في كل الأحوال لن يحصلوا على وظيفة أفضال، الوضع الاقتصادي في البلد هو ما يفرض عليهم هذا التوجه وإن كان خاطئاً’’ وتقف إلى جانبه زهراء الطالبة الجامعية التي تدرس ضمن برنامج التعليم التطبيقي في جامعة البحرين ‘’إن الطلب لم يعدْ يرى أمامه مخرجاً أو أمراً مفيداً يبعثه على الدراسة، جامعة البحرين (ماتقصر) فليس للطالب سوى التعليم التطبيقي سواء درس باجتهاد وكان مميزاً أم لا، الأمران سيان’’.
التعليم التطبيقي الذي تطول حكايته، وتكثر مآسيه، شبح آخر بات يهدد الطالب ويحول بينه وبين تحقيق ما يتمنى، برنامجٌ يحار حتى الأساتذة الذين يدرسون ضمنه في ماهيته، وفي توجهاته، طلاب التطبيقي، باتوا مساكين في حضرة شبح آخر، توأم الامتحان صار التطبيقي.
أسباب مجتمعة، ودوافع مختلفة تجعلهم يبتعدون، يهربون، تماماً كما تدفع الآخرين إلى أن يخلقوا من اللحظة وحشاً كاسراً، ويجعلوا من الوقت شبحاً مرعباً...

(مياعة) المناهج... وماذا بعد؟
على رغم أن وزارة التربية لا تألو جهداً في التيسير و(التسيير)، وعلى رغم أنها تخفف على الطلبة حجم المناهج كل عام، حتى تأثرت تلك المناهج بحدة البرد وتقلصت إلى أقصى ما يمكنها، كما اتبعت نظاماً مختلفاً في فترة الامتحانات بحيث لا تكون الامتحانات متتالية، بعد أن كان الطالب يدرس الكتاب بكل ما فيه صار الكتاب مقلص الحجم ومقسوماً بين الفصل الأول والفصل الثاني، بعد أن كان الطالب يدرس الجغرافيا والتاريخ والتربية الوطنية، صار عليه أن يدرس إما التاريخ أو الجغرافيا، وعلى الرغم من ذلك صارت الشكوى أكبر، والنتائج أكثر تدنياً، ولسنا نسمع سوى الشكاوى التي لا تكف عن الامتحان وصعوبته وطول المنهج الدراسي، ثمة خلل، خلل كبير تشترك فيه كل الأطراف مجتمعة: الأهل، الجو العام، الحالة الاقتصادية، المناهج، والمؤسسات التعليمية، لا نحتاج سوى إلى جلسة مصارحة بيننا وبين أنفسنا، لربما حينها فقط نتمكن من القضاء على الشبح المسمى بــ (الامتحان).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ممنـوع الزيـارةأو الاقتراب أو الكلام في بيتنـا ممتحـن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مرسي عاشقه النور :: >©~®§][©][نبع كل مايخص التعليم][©][§®~© :: التعليمي العام-
انتقل الى: